ذاك الشيخ في الأفق يناديني
أترك ما بيديك وتعال
لا تقف حيث لا يجب

و لنسكن سويا في الرواية
في تجاعيده بعض ما لي الآن
كأنه جزء مني يسبقني
ما فتئ يكسر قيدي ليحملني
هو جزء مني
لكني سطر منه ... وقد كان كتابا
أتصفحني باحثا عن بصمة أعرفها
لا أجد
أو في أحسن الحالات ،، أجد ما شابهها
الشيخ ، بلا علامة مميزة
فربما يكون كل الأشياء إلا أنا
يمشي مشية المجرب والعارف
وقيد التجربة هما قدماي
يغني بأنين الكمان في الحنجرة
وأنا لي وجع العود والناي


هو شيخ شيخه
وأنا طفل ذاك الشيخ
أو شبابه الذي مضى
لا يذكر عن ماضيه
سوى بعض ما يذكره الشيب
تمر الصور أمامه شريط حياة
وليس لي فيها سوى بعض اللوحات
يبتسم على جمودها
ويتنهد أمام مرورها بلا دمع ... مرات
كان يحمل في يديه صورة فتاة
من تلك يا شيخي ؟
قال ونيسة الدرب مذ بدأت الحياة
كبرت أنا
وبقيت صغيرتي ، جميلة الجميلات
قال أحملها لتحمل عني وجع سنوات
أشعر أني أفك شفرة التشابه بين وبين
أو أسافر بين الأزمان على وحدتين
تعصف به رياح الخريف ليسقط الشيب
وتعبر به إلى برد الشتاء
و- ينشد لقاء الربيع قبل أن أتمم وصيته
بأن يدفن جانبي ، ويدفن بيدي
كحلم هرب مني
وعاد إلي
لألا يموت مرتين
سلام لشيخ في العشرين
..... فاكر المغربي ....

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
القلم العربي © جميع الحقوق محفوظة